2.945 - 11.645
في حي شعبي في مدينة جدة، كانت تعيش سارة، بنت عشرين سنة، طموحة وعندها أحلام كبيرة، بس الحياة ما كانت سهلة معاها.
12.339 - 20.523
كانت عايشة مع أهلها في بيت صغير، والدها موظف حكومي، ووالدتها ربة بيت، وأخويها الصغار كانوا يعتمدوا على دخلهم المحدود.
21.385 - 28.245
سارة كانت دايمًا تحس إنها محتاجة تكبر وتثبت نفسها، ما تحب تعتمد على أحد، وتحب تحس بالإنجاز اللي يجيب لها الفخر.
28.725 - 34.805
من صغرها وهي تحب القراءة عن قصص الناس اللي اجتهدوا ونجحوا، وكانت تحلم إنها تصير وحدة منهم.
35.340 - 48.925
لكن الواقع كان صعب. سارة درست في مدرسة حكومية، وكانت تقديراتها ممتازة، لكنها كانت تعرف إن الشهادة لوحدها ما تكفي في سوق العمل اليوم. كان لازم تتعلم مهارات إضافية، وتشتغل على نفسها.
49.480 - 60.805
في يوم من الأيام، بعد ما خلصت واجباتها المدرسية، جلست في غرفة المعيشة مع أمها، وقالت يمه، أنا أحس إن لازم أبدأ أتعلم حاجة جديدة، شيء يفيدني في المستقبل.
61.465 - 70.965
أمها ابتسمت وقالت إيه يا بنتي، لكن خذي بالك، لازم توفقي بين الدراسة والعمل والبيت. الحياة صعبة شوي، ولازم تكونين قوية.
72.145 - 81.205
سارة ما أخذت كلام أمها كعائق، بالعكس، كان حافز لها. بدأت تبحث عن دورات تدريبية أونلاين، ووجدت دورة في التسويق الرقمي.
81.685 - 88.285
كانت الدورة مدفوعة، وسعرها شوي عالي، لكن سارة قررت إنها تستلف مبلغ من أخوها الكبير عشان تدفعها.
89.265 - 99.945
بدأت سارة تدرس كل يوم بعد المدرسة، وما كانت تكتفي بالشرح في الفيديو، بل كانت تجرب على نفسها، تسوي حملات صغيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، وتتعلم من الأخطاء.
100.465 - 108.605
مرات كانت تحس بالإحباط، خصوصًا لما ما تجي نتائج بسرعة، لكن كانت تذكر نفسها, اللي يجتهد ما يضيع تعبُه.
109.416 - 121.665
غير الدراسة، سارة حاولت كمان تساعد أهلها ماليًا. كانت تشتغل أحيانًا في محل صغير لتقديم القهوة والحلويات، حتى ولو كانت الأجرة قليلة، لكنها كانت تشعر بالفخر لأنها تصرف على نفسها وتساعد أهلها.
122.803 - 130.513
وفي هالمرحلة، سارة تعرفت على صديقة جديدة في المدرسة اسمها جود، جود كانت شخص طموح بعد، لكن أسلوبها مختلف.
131.043 - 140.312
جود كانت تميل للمغامرة والمخاطرة، وكانت تحب تجرب أي فرصة عمل تجي قدامها، بينما سارة كانت دقيقة وتحب التخطيط قبل أي خطوة.
141.577 - 149.980
الصداقة بينهم كانت محفزة، كل وحدة تتعلم من الثانية، وجود صارت تشجع سارة على الاستمرار، حتى لما كانت تحس بالاحباط.
150.665 - 160.685
وبينما سارة كانت تعيش هالفترة من الاجتهاد والعمل والدراسة، كانت تتعلم أهم درس في الحياة, النجاح ما يجي بسهولة، واللي يبغى يحقق حلمه لازم يضحّي ويصبر.
162.061 - 174.845
لكن الحياة كانت مخبية لها مفاجآت. في يوم، جاء خبر من المدرسة, مسابقة كبيرة لأفضل مشروع طلابي في مجال التسويق الرقمي، والفائز ياخذ فرصة تدريب مدفوعة في شركة كبيرة في جدة.
175.645 - 181.685
سارة شعرت بالحماس والخوف في نفس الوقت، لإنها تعرف إن المنافسة كبيرة، وإنها لازم تعطي كل جهدها.
182.702 - 194.145
وفي هذي اللحظة، سارة قررت إنها ما تتراجع، وبدأت تحط خطة مفصلة للمشروع، وتستعين بجود كزميلة دعم، وكل يوم بعد المدرسة كانوا يجلسوا لساعات يشتغلوا على المشروع.
195.425 - 206.765
بعد ما أعلنت المدرسة عن المسابقة، قلب سارة صار يدق بسرعة. كانت فرصة العمر، تدريب مدفوع في شركة كبيرة بجدة، واللي يشتغل فيها راح يكون له مستقبل ممتاز
207.450 - 220.101
لكنها عرفت إن المنافسة قوية جدًا، وكل الطلاب عندهم أفكار مبتكرة ومشاريع مميزة. سارة جلست في غرفتها تفكر, لازم أفكر بشكل مختلف، شيء يميز مشروعي عن الباقين.
220.785 - 227.985
بدأت ترسم أفكار على ورقة، تحاول تجمع بين معرفتها بالدورة اللي درستها والتجربة العملية اللي عملتها في محل القهوة.
229.005 - 240.465
بعد يومين من التفكير والتحليل، جاءت الفكرة, مشروع تسويق رقمي للمنتجات الصغيرة المحلية، تركز على الترويج للحرفيين وصغار البائعين اللي منتجاتهم ما توصل لكثير من الناس.
241.766 - 249.205
سارة عرفت إن هالفكرة ممكن تكون مميزة، خصوصًا إن كثير من المشاريع الكبيرة تركز على المنتجات المعروفة فقط.
250.187 - 256.165
قررت تبدأ على طول، لكن قبل ما تبدأ، واجهتها أول عقبة كبيرة, الوقت.
257.001 - 268.161
سارة كان عندها دوامها في المدرسة، تدرس في الليل، وأحيانًا تساعد أهلها في البيت، بالإضافة إلى عملها في المحل. الوقت ما كان كافي أبدًا، لكنها رفضت الاستسلام
268.625 - 275.825
رتبت جدولها بدقة، وكل يوم تقسم ساعاتها بين الدراسة، المشروع، والعمل، وحتى الراحة القصيرة.
276.702 - 284.112
جود كانت معاها طول الوقت، تواسيها وتساعدها في بعض التفاصيل التقنية. لكنها لاحظت سارة تحس بالإرهاق أحيانًا
285.137 - 297.165
يا سارة، خذي لك راحة شوي، أنتِ تبذلين مجهود كبير، مو كل شيء لازم يصير بسرعة سارة ابتسمت وقالت أدري يا جود، بس ما أقدر أتراجع الآن، هذي فرصتي، ولازم أستغلها
298.185 - 307.205
ومع مرور الأيام، بدأ مشروع سارة يأخذ شكل. صارت تسوي إعلانات بسيطة على وسائل التواصل، تصوّر المنتجات، وتكتب محتوى يجذب الناس.
307.829 - 316.485
صارت حتى تتواصل مع بعض البائعين الصغار وتعرض عليهم خدماتها، وهذا كان تحدي كبير، لأنها بطبعها خجولة شوي، وما تحب تكلم الناس الكثر.
317.065 - 328.365
لكن مع الوقت، تعلمت كيف تتكلم بثقة، وكيف تعرض فكرتها بطريقة محترفة. وكل مرة كانت تجرب فيها شيء جديد، كانت تتعلم أكثر وتكتسب مهارات جديدة.
329.555 - 338.385
بعد شهر من العمل الشاق، جاء اليوم اللي تقدّم فيه الطلاب مشاريعهم. سارة كانت خايفة جدًا، قلبها يدق بسرعة، لكنها كانت متحمسة.
338.885 - 345.105
عرضت مشروعها بحماس، وأوضحت كل التفاصيل، وركزت على فكرة دعم المشاريع الصغيرة والمجتمع المحلي.
345.685 - 358.825
لجنة التحكيم انبهرت بالفكرة وبطريقة عرضها، خصوصًا إن سارة جمعت بين الإبداع والعمل الواقعي، وهذا ما كان موجود عند كثير من الطلاب. لكن سارة ما كانت تعرف إن النتيجة بتغير حياتها للأبد.
359.245 - 371.505
بعد أيام قليلة، جاء إعلان النتائج. سارة كانت قاعدة مع جود في المقهى الصغير، عيونها متعلقة بالجوال، قلبها يدق بشدة. وفجأة ظهر اسمها كـ الفائزة الأولى في المسابقة!
372.525 - 379.045
سارة صارت تبكي من الفرحة، وجود ما صدقت والله يا سارة، تعبك ما راح هدر! كنتِ تستاهلين كل شيء
380.025 - 388.605
سارة حسّت بمزيج من الفرح والارتباك، لأنها تعرف إن الفوز يعني بداية مرحلة جديدة، لكن كمان مسؤوليات أكبر وتحديات أصعب.
389.185 - 397.485
التدريب في الشركة الكبيرة كان راح يفتح لها أبواب جديدة، لكن في نفس الوقت، كان يعني إنها تواجه سوق عمل حقيقي، وتتحدى نفسها يوميًا.
398.405 - 409.045
وهنا، تعلمت سارة درس مهم ثاني, الاجتهاد يعطي نتائج، لكن النجاح الحقيقي يتطلب استمرار التعلم والتطوير، وما في مجال للراحة الكاملة بعد الإنجاز الأول.
410.085 - 416.285
وبين فرحة الفوز والقلق من المستقبل، بدأت سارة تحس بثقل المسؤولية، لكنها كانت مستعدة
416.385 - 424.105
لأنها عرفت إنها مو لوحدها، وعندها الدعم من أهلها وجود، والأهم من هذا كله، عندها إرادة قوية ما تنكسر بسهولة.
425.125 - 436.305
بعد ما سارة فازت بالمسابقة، كان التدريب في الشركة الكبيرة في جدة بمثابة حلم صار حقيقة. في أول يوم، قلبها كان يدق بسرعة، وعيونها مليانة حماس وقلق معًا.
436.885 - 444.685
كانت تعرف إن بيئة العمل مختلفة تمامًا عن المدرسة أو المشاريع الصغيرة اللي اشتغلت عليها، وإنها لازم تثبت نفسها من أول لحظة.
445.205 - 453.665
وصلت سارة للشركة، وابتسمت لها موظفة الاستقبال وقالت أهلاً بك يا سارة، إحنا متحمسين نشوف مشروعك ونشتغل معك الفترة الجاية
455.205 - 463.685
دخلت سارة المكتب الكبير، وكانت متفاجئة من النظام والترتيب، كل شيء مرتب، الكمبيوترات حديثة، وموظفين جالسين يشتغلون بهدوء.
464.245 - 470.716
حسّت ببعض الخوف، لكن في نفس الوقت شعرت بالفخر, أخيرًا أنا هنا، هذا المكان اللي حلمت فيه
471.506 - 477.734
حسّت ببعض الخوف، لكن في نفس الوقت شعرت بالفخر, أخيرًا أنا هنا، هذا المكان اللي حلمت فيه
478.529 - 491.376
أول شيء تم تقديمه لسارة كان مشروع صغير لدعم إحدى الحملات التسويقية لمنتجات محلية، وهي نفس الفكرة اللي كانت اشتغلت عليها قبل، لكن الآن المقياس أكبر، والنتائج تكون مباشرة على الشركة والعملاء.
492.125 - 500.805
لكن الواقع ما كان سهل. واجهت سارة تحديات كثيرة، أهمها ضغط الوقت, كل مشروع له موعد نهائي صارم، وما في مجال للتأجيل
501.857 - 509.725
التعامل مع الزملاء الكبار, بعضهم خبرة سنوات، وسارة كانت صغيرة سنًا، فكان لازم تثبت نفسها بدون ما تبين أي ضعف
510.345 - 518.325
المسؤوليات الواقعية, الاختبارات على الحملات الإعلانية، وتحليل البيانات، والتقارير اليومية كانت شيء جديد بالكامل عليها
518.965 - 528.485
في أول يومين، سارة حاولت تواكب كل شيء، لكن حسّت بالإرهاق. رجعت للبيت وهي شبه منهارة، وجلست مع أمها تحكي لها كل شيء
529.265 - 536.465
يمه، أنا حاسة إني مو قد المهمة، كل شيء كبير عليّ، والناس كلهم عندهم خبرة، وأنا صغيرة وما أعرف إلا القليل.
537.325 - 549.765
أمها مسكت يدها وقالت يا بنتي، كل شي جديد يمر بهالمرحلة. لا تحسي بالضعف، خذي كل يوم خطوة خطوة، واتذكري دايمًا, الاجتهاد والصبر يصنع الفرق.
550.445 - 556.065
سارة قررت إنها تستغل نصيحة أمها. رتبت يومها بدقة، وعملت جدول جديد
556.445 - 564.745
جزء من الوقت للعمل على المشاريع، جزء للتعلم من الإنترنت عن التسويق الرقمي وتحليل البيانات، وجزء للراحة حتى ما تحس بالإرهاق
566.005 - 576.808
جود كانت دايمًا تتواصل معها على الواتساب، تحثها وتشجعها يا سارة، أنا واثقة فيك، كل خطوة صغيرة تقربين من هدفك، لا تفقدين ثقتك بنفسك
577.933 - 580.945
ومع مرور الأسابيع، بدأت سارة تحس بالتحسن.
581.365 - 593.245
صارت تفهم طريقة عمل الحملات الإعلانية، وكيف تختار الكلمات المناسبة للترويج للمنتجات، وكيف تتواصل مع العملاء بطريقة احترافية. وكل نجاح صغير كانت تحس فيه بالفخر.
593.825 - 599.725
لكن التحدي الأكبر جاء يوم جاءتها أول حملة كبيرة تطلب إدارة كاملة من البداية للنهاية.